مسلسل
عمر بن الخطاب هو مسلسل تاريخي تلفزيوني بتكلفة 200 مليون ريال سعودي. وإذا صحّ أنّ عمر كان شديد الأُدمة وأنا استبعده فلن يكون لونا غريبا على قرشيٍّ صريحِ النسب مثله، لأن علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما كانا يوصفان بشدة أُدمتهما وغيرهما من سائر العرب، وكذلك من جاء من بعد عليٍّ من نسله كموسى الجون فقد سمّي كذلك لشدة سواده، وقد كان الفضل بن العباس بن عتبة شديد الأدمة أيضا، وغيرهم كثير لا يسعني أن أحصرهم لكم في هذه المقالة وإنما سقت لكم هذه الأمثلة لتعرفوا حقيقة الأمر.
حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا شقيق سمعت حذيفة يقول بينا نحن جلوس عند عمر إذ قال أيكم يحفظ قول النبي صلى الله عليه وسلم في الفتنة قال فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال ليس عن هذا أسألك ولكن التي تموج كموج البحر قال ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا قال عمر أيكسر الباب أم يفتح قال بل يكسر قال عمر إذا لا يغلق أبدا قلت أجل قلنا لحذيفة أكان عمر يعلم الباب قال نعم كما يعلم أن دون غد ليلة وذلك أني حدثته حديثا ليس بالأغاليط فهبنا أن نسأله من الباب فأمرنا مسروقا فسأله فقال من الباب قال عمر 1.
السؤال: هناك حديث عن نسب عمر بن الخطاب، وأنّه ليس ولداً شرعيّاً وانّه ابن أخته، وهناك من يقول بأنّ هذا الأمر لا يختصّ بالروايات الشيعية في هذا الإطار، بل يوجد أيضاً في مصادر الحديث والتاريخ السنيّة، فما مدى صحّة ذلك؟ وهل صحيح أنّ مصادر الشيعة والسنّة متفقة على رواية هذا الأمر؟ حيث يوجد مصدر شيعي وهو كتاب مستدركات علم رجال الحديث للنمازي الشاهرودي، ومصدر سنّي وهو كتاب محمد بن السائب الكلبي كما جاء في الصلابة في معرفة الصحابة ج 3، ص 212، وغيرها من المصادر (محمود).
ويذكر ابن القيم أن الإفتاء بإيقاع الثلاث المجموعة واحدة، جرى في كل قرن، ولم يزل يفتي به عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - وأفتى أيضا بالثلاث، وأفتى بأنها واحدة الزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وعلي بن أبي طالب، وعن ابن مسعود روايتان كما عن ابن عباس، وأفتى به من التابعين عكرمة وطاووس، ومن تابعي التابعين محمد بن إسحق، ومن بعدهم داود بن علي وأكثر أصحابه، حكاه عنه ابن حزم، وبعض المالكية، وبعض الحنفية، وبعض أصحاب أحمد.
إن تاريخ عمر بالكامل يظهر لنا أنه (عمر) كان ذو عقليّة فذّة، ونزاهة ثابتة صلبة، وعدالة صارمة، وكان أكثر من أي أحد آخر هو المؤسس للإمبراطورية الإسلامية، مؤكدا ومنفّذا للوحي النبوي، مساعدا ومشاورا لأبي بكر خلال فترة خلافته القصيرة، وواضعا ومؤسسا للأنظمة واللوائح التي تنظم إدارة القانون عبر حدود وأنحاء الفتوحات الإسلامية الممتدة بسرعة، وقد كانت (سياسة) اليد الصارمة التي تعامل بها مع قادة جيوشه الأكثر شعبية في خضم جيوشهم وفي أبعد مشاهد إنتصاراتهم، أعطت (هذه السياسة) دليلا بارزا على قدرته الاستثنائية على الحكم.
220 وقال بعض المؤرخين أنه كان لليهود دور في المؤامرة، واستدلوا على ذلك بأن كعب الأحبار ، وكان يهوديًا من أهل اليمن أسلم في عهد عمر وأفاض على الناس من أخبار الإسرائيليات، وترجع كثير من إسرائيليات التفسير لروايته، فلما جاء كعب هذا لعمر قبل مقتله بثلاثة أيام، فقال له: «يا أمير المؤمنين اعهد فإنك ميت في ثلاثة أيام»، فقال عمر: «وما يدريك؟»، قال: «أجد في كتاب الله عز وجل التوراة »، قال عمر: «الله!
أما الأسباب الموجبة الكامنة وراء التصميم على إنتاج هذا العمل، فتتمثل في عدة عوامل أهمها السعي لإعادة عرض التاريخ وتصحيحه وحفظه قدر الإمكان عبر الدراما، وذلك بحسب الروايات الأكثر دقةً وتدقيقاً لتلك المرحلة، ودحض تعدد الروايات من قِبل من أساء ويسيء للتاريخ الإسلامي الجامع؛ والعمل لاستلهام شخصية استثنائية من عصر الرسالة التأسيسي كشخصية الخليفة عمر بن الخطاب، ليبقى مرجعاً مرشداً وهادياً في عصرنا هذا، وكذلك أُنموذجاً سامياً للحاكم المتواضع والحكم الرشيد، والعدل الشامل، والرعاية الاجتماعية، ومفهوم المواطَنَة، والوسطية في الإسلام دون تطرّفٍ أو عنف.
وذات يوم بينما كان رضي الله عنه يُصلي الفجر في المسجد النبوي، طعنه أبو لؤلؤة المجوسي بخنجر مسموم 6 طعنات، ثم طعن نفسه، فنادى عُمر على عبد الرحمن بن عوف وامره ان يُقيم الصلاة، وقال لأهله ان مت أغمضوا عيني ولا تغالوا في كفني، وسمى 6 من الصحابة، وأمر بأن يختار المسلمون واحداً منهم خليفة من بعده وهم عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب، طلحة بن عبيد الله، الزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص”، وأوصى صهيب الرومي بأن يصلي بالمسلمين ثلاثة أيام حتى تنقضي الشورى، ثم صعدت روحه رضي الله عنه بعد ثلاثة أيام من طعنه، ودُفن يوم الأحد أول محرم سنة 24 هـ، ودُفن بالحجرة النبوية بجوار صاحبيه الرسول ﷺ وأبي بكر الصديق، وكان عمره 65 سنة، وكانت خلافته عشر سنين ونصف.